يحظى المعرض الوطني للصناعات التقليدية بسوسة بأهمية كبيرة في عالم الحرف والصناعات التقليدية في تونس، حيث يعتبر هذا الحدث الفرصة المثلى لعرض مختلف التراث الحرفي والفني الذي تزخر به البلاد. وفي دورته الأخيرة المقامة من 20 إلى 30 جويلية 2023، شهد المعرض تجسيدًا رائعًا لفن الفخار التقليدي بتجسيد جناح مميز تحت مظلة الحرفيتين البارعتين لطيفة السعيداني وبرنية السعيداني، اللتين قدمتا ما يليق بتراث فخار سجنان التونسي الأصيل.
تنوعت القطع الفخارية المعروضة ضمن جناحهن، حيث استطاعت الحرفيتان الموهوبتان إبراز جمالية الفخار بتصاميم معاصرة تجمع بين التراث الأصيل واللمسة العصرية. كانت الأشكال الهندسية والألوان الترابية الدافئة حاضرة بقوة، مما أضفى على القطع لمسة فنية فريدة من نوعها. كان كل قطعة تحمل روحًا خاصة بها، وتحكي قصة حرفية عريقة تنقلنا بالزمن إلى عالم الحرف التقليدية في تونس.
كانت لطيفة وبرنية السعيداني يتقنان أصول صناعة الفخار التقليدي ببراعة فائقة، فقد انتقلت هذه الحرفة عبر أجيال من عائلتهما، وعملا معًا لإحياء هذا التراث الثقافي القيم. ولم يكن جناحهما مجرد عرض للمنتجات، بل كان تجسيدًا لروح الفخار ومعانيه في نسيج المجتمع التونسي.
كما شهد جناح الفخار التقليدي عروضًا توعوية وورش عمل تفاعلية، حيث قامت الحرفيتان بشرح عملية صناعة الفخار خطوة بخطوة، وقدمتا فرصة للزوار للمشاركة والتجربة بأنفسهم. وكانت هذه التفاعلات الناجحة تعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الحرفي التونسي وتشجيع الشباب على تعلم هذه الحرفة القديمة.
تمثل الفخار التقليدي في تونس جزءًا أساسيًا من هويتها الثقافية، والاستمرار في تقديم مثل هذه الفعاليات والمعارض يسهم في المحافظة على التراث وتشجيع الحرفيين للاستمرار في تقديم إبداعاتهم. جناح الفخار التقليدي بسجنان في المعرض الوطني للصناعات التقليدية بسوسة كان إشادة بجهود الحرفيتين لطيفة السعيداني وبرنية السعيداني، وكذلك تعبيرًا عن تقدير المجتمع لهذا الفن العريق الذي يستحق أن يبقى حيًا ومزدهرًا.
