الجداريات تعتبر فنًا بصريًا يتم تنفيذه على الجدران والواجهات الخارجية للمباني، وتعكس غالبًا تراثًا ثقافيًا أو قصة معينة. ومن بين الموضوعات التي يمكن أن تتناولها الجداريات، تبرز الصناعات التقليدية كمصدر إلهام للفنانين.
تعود القصة في هذا النص إلى الحرفي عم السعيد، الذي امتهن صناعة الضفائر بالسعف. كان يشعر بشغف كبير تجاه الصناعة التقليدية التونسية، وكان يتمتع بمهارة فائقة في تشكيل السعف لصنع الضفائر المذهلة. وبفضل هذه المهارة وحبه العميق للحرفة التقليدية، استطاع أن يترك بصمته على الجدران المحيطة به.
تحديدًا، تتحدث هذه الجدارية عن حومة السوق في جربة، وهي جزيرة رائعة في تونس، وتحديدًا بالقرب من القرية الحرفية. وتجسد الجدارية قصة الحرفي عم سعيد ومهاراته الفريدة في صنع الضفائر بالسعف، والتي أصبحت جزءًا من تراث وذاكرة المنطقة.
يستحق الفنان المبدع اسكندر تاج الشكر الكبير على هذا العمل الفني الرائع. فقد تمكن من إحياء قصة حرفي العم السعيد ونقلها إلى الجدارية بشكل مبدع، مستخدمًا مهاراته الفنية والتقنيات المتقدمة. تعتبر هذه الجدارية مثالًا رائعًا على كيفية تجسيد التراث والثقافة من خلال الفن، وتخليد الشخصيات والمهارات التقليدية في ذاكرة المكان.
باختصار، الجداريات التي تعكس الصناعات التقليدية تحمل في طياتها روح الحرفية والتراث، وتساهم في إبراز جوانب الثقافة المحلية وتثبيتها في الذاكرة المجتمعية. إنها قصص مرئية تروي تاريخًا وتعبيرًا فنيًا يسحر الناظرين وينقلهم إلى عالم الماضي والتقاليد التي لا يمكن أن تُنسى.
